من كتاب الأغاني لأبي ثائر العمياني



  من كتاب الأغاني لأبي ثائر العمياني

    حدثنا مُعارض بن ثائر قال حدثني غازي بن خرطوش قال حدثني سادس بن ابريل قال حدثني مصري بن حُرية قال :

قصد " مُشيرُ بن طنطيتو بن فلول "  قصر سيده الملك الظالم " كُليب بن مبارك بن حِمْيَر " بعد أن طلب الملك من حارسه طنطيتو أن يتركه  في قفص الاتهام ليرضي غضب الشعب الثائر كلعبة مسلية له . يجلس في قفص ذهبي كبير مستلقياً علي فراش فاخر مُحاط من حوله بالخدم والجواري و امامه طاولة كبيرة تزينها الفاكهة واشهي المأكولات يداعب منخاره ويتابع ما يحدث .

يجلس علي الجهة اليمني ثوار القصر في ركن صغير تقيدهم سلاسل خفية لا يشعرون بها

وعلي الجهة اليسري فلول القصر يحملون الهدايا وقصائد المديح لينالوا رضاء الحاكم

ويحيط بالقصر اعضاء حزب الكنبه وهم لا يملكون سوي متابعة مايحدث داخل القصر دون المشاركة فعلياً فيما يحدث من حولهم

طلب حارس الملك من الثوار أن يقدموا مالديهم ويقوموا بتسليته

فقامت مجموعة منهم باستعراض موشح اندلسي مصطحباً بالموسيقي والطرب فأخذ المطرب ينشد :

{ موشح عجباً لمشيرٍ : معارضة لموشح عجباً لغزالٍ }

من الشعر الحلمنتيشي

عجباً لمشيرٍ قتَّالٍ عجبا !!       كم من ثوارٍ وعيونٍ  فَقَعَ !!

عجباً لمشيرٍ قتَّالٍ عجبا !!       كم من ثوارٍ وعيونٍ  فَقَعَ !!

كم من ثوارٍ وعيونٍ فقعَ !!!

يا لا يا لالاهوي

يَخطو بسلاحٍ فيُصيب شهدا   ويبرر دوماً "عملاءٌ خَوَنَة"

يَخطو بسلاحٍ فيُصيب شهدا   ويبرر دوماً "عملاءٌ خَوَنَة"

يقبضوا دولاراتٍ لِيُفَسّوا العجلة

يالا يا لالاهوي

عجباً لمشيرٍ كذابٍ عجبا       يَكْذِبُ ليُضَلِّل حزب الكنبه

عجباً لمشيرٍ سرق ونهب      يحمي قائده ويُظهر عكسا

يا لا  يا لا   يا لالا    يا لاهوي

يالا يا لالاهوي

يَخطو بسلاحٍ فيُصيب شهدا    ويُصَرح كذباً لم نقتل احدا

يَخطو بسلاحٍ فيُصيب شهدا    ويصرح كذباً لم نقتل احدا

ويصرح كذباً لم نقتل احدا

يالا يا لالاهوي

يا لا لا لآ يالالالالا لآ   يا لالآهوي

...........................................

عقب انتهاء استعراض ثوار القصر قام مساعد الملك مشير بن طنطيتو بالقبض عليهم بتهمة الصراحة وقول الحقيقة .

بعد هذا الاستعراض الذي لم يغضب الملك المحكوم عليه ( كده وكده )

خرج الملك كُليب بن مبارك من القفص الوهمي .

وقف في منتصف القصر وأخذ يلقي قصيدة حلمنتيشية :

{ سكتُّ فغرَّ شعبي السُكوتُ : معارضة لقصيدة عنترة بن شداد}

من الشعر الحلمنتيشي

سكتُّ فغرَّ شعبي السكوتُ

وظنوني عن منصبي قد فَليتُ

وكيف أفِلُّ وأترك عرشاً

انتخت عليه واستوليتُ

 وإن خَلَعوني فما زلت

 Dady 

وشعبيَ اشتغلتو  ع القفا إديتو

ولي مجلسٌ يطيح  بضحايا

قائده كتكوتي أنا من رَبّيتو

جعلت اعلامي اكثر مكراً

شوهت الثورة وما خليتُ

و قد أربعتُ دم ولادي

و بفقع العيون قد حَلِّيتُ

وفي بيتي وعهدي كَفَلتُ كلباً

اسود يحميني يدعي طَنطيتو

فما للحرية في عهده نصيبٌ

وإن تشقلبتم أو نطيطو

ولي قضاءٌ واقفٌ ورايا

تَخِرُّ لِعُظمِ هَيبَتِهِ البُيوت

سكتُّ فغرَّ شعبي السكوتُ

وظنوني عن منصبي قد فَليتُ

........................................

 

لم يُكمل كُلّيب البيت الأخير حتي أخذ فلول القصر يصفقون بحرارة وافرز مشير بن طنتيتو صُفارة تعبر عن اعجابه الشديد بالقصيدة .

إلا ان خمسة وعشرون حارساً اعترضوا علي هذه المهزلة وانضموا إلي صفوف ثوار القصر وطالبوا بالمحاكمة الفورية والجادة للملك علي فساده وجرائمه التي لم تنتهي حتي يومهم هذا .

لم تمر خمسة دقائق حتي قام بعض المندسين من بين صفوف الثوار بالتشكيك في نزاهة هؤلاء الحراس فوصفوهم بالخونة والعملاء .

كالعادة صدقهم حزب الكنبة ولم يصدق الثوار هذه الاتهامات الباطلة .

ثم اخذهم مُشير بن طنطيتو الي سجن الاعتقالات ليدفعوا ثمن فعلتهم ثمن حبهم واخلاصهم لهذا القصر الجميل .

............................................................................................

حدثنا مُعارض بن ثائر انه كان يتنزه في حديقة القصر بصحبة حبيبته فاتنة بنت الحر فاخبرته انه نسي عيد الحب البارحة ولم يذكرها و عليه ان يعتذر لها بطريقته الخاصة .

فوقف بن ثائر امامها أمسك بيدها ثم اخذ ينشد انشودة بلهجته العامية وهو يرقص معها :

قلبي معاكي وضد العسكر

................................

قالو ده عيد الحب امبارح

رديت ياااااه عقلي ماهوش دفتر

ازاي هوصف حب في قلبي

وليل وانهار دم بيتمخطر

حاكم عمال يقتل فينا

تسأله مين؟ فيجاوبك فزر

مرة يقولك ناس مندسة

او مش دم دي حفلة بنجر

والحدوتة ماهيش فزورة

ناهب كان سارق ومزَوَّر

ثاروا عليه كل اللي اتنهبوا

قال مش ماشي استنوا هفكر

فضلوا يزنوا يزنوا عليه

علّوا في صوتهم خاف واتسمر

قال لصَبيُّه دراعه الايمن

حل مكاني لاخليك بوكسر

بينه وبينه سرقة وثفقة

اللي يبيع التاني يتشَحْوَر

قالنا همشي خلاص حاكموني

مشي وفرحنا لقينا العسكر

يوم ورا  يوم الدم بيكتر

واللي بيقتل واللي بيسرق

قاعد ومعاه مليون خنجر

يقتل ثوار اشرف منه

بيهتفوا  ضده ضد العسكر

يسقط يسقط حكم العسكر

يبقي حبيبتي لو تسألني اوصف حبك قول سمعني

لو مش لاقي كلام متحضر اهتف يسقط حكم العسكر

ارد عليها واقول في عنيكي حلم بيشرق ويطمني

قد مابهمس ليكي بحبك بهتف يسقط حكم العسكر

قد الكذب اللي في اعلامنا بعشق فيكي كلامك صوتك

صورتك قلبي بيها يتصبر   كل ما يهتف ضد العسكر

بيكي الحلم الصعب اتحقق بيكي الدنيا بتضحك كركر

قد الفرحة اللي بتملاني لما بحس ان انتي معايا

قد الحب في قلبي بكرر يسقط يسقط حكم العسكر

يسقط كل اللي مخلينا مش عارفين نفرح نتهني

حبنا يحلم بحياه وردي   مش بالقتل وحكم العسكر

ملعون كل اللي هيجبرنا   نيجي في يوم نجكي لاولادنا

ان تاريخنا كان فيه شرفا     اه وكان فيه اللي بيقتلنا

وبيسرقنا ويخونَّا              بكل بجاحة وهما العملة

وقبل ما يناموا نخليهم يتغطوا والباب يتسنكر

لكن علشان نمشي نسبهم لازم يهتفوا ضد العسكر

يسقط يسقط حكم العسكر     حبي الغالي مابيتقدر

يسقط يسقط حكم العسكر     قلبي معاكي وضد العسكر

يسقط يسقط حكم العسكر      انا في غيابك انا بتعكر

وارتاح اوي وافتكرك لما       اهتف يسقط حكم العسكر

...................................................................

فرحت فاتنة بنت الحر حين سمعته وقررت أن تسامحه ورسمت قبلة رقيقة علي وجه

{ ومن بعدها تم الزواج وعاشوا في تباتٍ ونباتٍ وخلفوا ثائرين وثائرات

 ولكن لم يخبرنا بن ثائر حتي الآن أين رُسمت القبلة بالظبط J }

......................  تمت .......................

 

قلم : أشرف ثروت